كيف انتشرت الكوليرا في مصر… وباء سنة ١٩٤٧
الحلقه ١
#تاريخ_الكوليرا_في_مصر
———————-
في سنة ١٩٤٧ انتشر وباء الكوليرا في شمال شرق مصر لدرجه هددت العالم كله و استدعت ان حتى الحكومات الأمريكيه و البريطانيه بعتت مساعدات عاجله لمصر. في القاهره فقط مات ٣٦ الف و معدل الوفيات كان في مصر كلها حوالي ٣ آلاف في اليوم. الوباء تم حصره في خلال ست أسابيع بمساعدات دوليه في نفس الوقت اللي كان بدأ ينتشر في مصر كلها و بالتالي نجت مصر من كارثه ضخمه. في وثائق الجيش الأمريكي لحد دلوقتي مراجع عن عمليات التدخل الأمريكي في مصر وقتها لنقل الأدوية و المعدات كمرجع لكيفيه تنفيذ عمليات التدخل السريع في أماكن انتشار الأوبئة. قليل اللي فضل في الذاكرة الجمعيه المصريه عن الوباء ده بحكم انه تم حسره بسرعه لكن فضلت حاجتين: كلمة “راح في الوبا” لسه مستخدمه لحد دلوقتي. كمان فيلم يوسف شاهين “اليوم السادس” لان فترة incubation هي ٦ ايام.
السير علي توفيق شوشه باشا كان مساعد وزير الصحه العمومية المصريه وقتها و كتب تقرير هو الان المرجع الرئيسي عن كيفيه حسر و علاج الكوليرا و تقريره موجود على موقع منظمه الصحه العالميه. مصدر ١. التقرير مكتوب بلغه انجليزية سليمه و بدقه علميه تدعو للإعجاب. لاحظ ان مساعد وزير الصحه بياخذ لقب سير في بريطانيا. مصدر ١.
(تعليق جوده: ارجوك قارن التقرير اللي كاتبه على شوشه باشا مع اداء الحكومه المصريه الآن. ارجوك قارن و احكم بنفسك)
في يوم الجمعه ١٨ سبتمبر ١٩٤٧ دخل اتنين مرضى مكتب طبيب بندر فاقوس في محافظه الشرقيه. المرضى كان عندهم إسهال و قيئ. حاله المرضى غير كده كانت مستقره. تم تشخيصهم انهما مصابان بتسمم معوي و اخذوا علاج و رجعوا البيت. الاتنين كانوا قادمين من قرية القُرين على مسافه ٧ كيلومتر من فاقوس شرقيه.
يوم السبت ١٩ سبتمبر جت حالتين تانيين لفاقوس. الحالتين الجدار كانوا اصعب من اليوم السابق و بالتالي دخلوا المستشفى العام في فاقوس.
يوم الأحد مدير مكتب الصحه في القرين اكتشف ان فجأه حصلت ١٠ وفيات في الصباح و بالتالي الموضوع ابتدى يبقى عجيب شويه. علي شوشه باشا استخدم تعبير perplexing بمعنى ان الأمر بقى محير.
يوم الأحد بليل جاله في الوحده الصحيه في القرين مريض جديد مصاب بالقيئ و الإسهال. يوم الاتنين الصبح جاله حاله جديده لكن فجأه الوفيات بدأت تزيد من الساعه ٧ صباحًا لحد الظهر من يوم الاثنين ٢١ سبتمبر ١٩٤٧.
مسئول الوحده الصحيه في القرين اتصل يوم الاثنين الظهر بمديره في الإدارة الصحيه في الشرقيه اللي بالتالي اتصل بمدير إدارة الأوبئة و الأمراض المعدية في وزارة الصحه العمومية. و ده حصل يوم الثلاثاء ٢٢ سبتمبر ١٩٤٧ الساعه ٤ مساءًا.
في القاهره مدير إدارة الأوبئة و الأمراض المعدية اتصل بالمدير العام للطب الوقائي في الوزاره و قرروا انهم يبعتوا ٣ أطباء فورا للقرين لبحث الموضوع لانهم شكوا في القاهره ان الموضوع مش فقط موضوع تسمم معوي.
الساعه ٨ مساءًا يوم الثلاثاء (ذات اليوم اللي الأنباء وصلت فيه القاهره) وصل الفريق الطبي من القاهره و قرروا ان الشك يتجه انه انتشار للكوليرا.
الفريق الطبي بالتواصل مع القاهره اتخذوا القرارات التاليه:
١- عزل القرين عن كل القرى المحيطة فورا. و بالفعل البوليس تدخل و عزل القرين بداية من الساعه ٢ ضباح يوم الأربعاء ٢٣ سبتمبر.
٢- إلغاء سوق الأربعاء في القريه
٣- توصيل معدات طبيه و علاج عاجل للقريه
يوم ٢٣ ابتدى الفريق الطبي يحلل في القريه للناس للبحث عن مرضى اخرين بالكوليرا.
لكن في نفس اليوم الساعه ٨ مساءًا اتصل مدير الإدارة الصحيه في القليوبيه بيقول ان عندهم برضه حالات قيئ و إسهال و وفيات في مسطرد.
و نكمل ان شاء الله.
المصادر:
————
١- تقرير السير شوشه باشا عن وباء الكوليرا ١٩٤٧
https://apps.who.int/iris/bitstream/handle/10665/266082/PMC2553924.pdf?sequence=1&isAllowed=y