التغيرات الجيواستراتيجية نتيجة هزيمة الولايات المتحده في أفغانستان و العراق
في الخمسينات تدخلت الولايات المتحدة في كوريا لهزيمة الشيوعيين في كوريا الشماليه تحت انطباع انه لا توجد قوه في العالم تستطيع الوقوف في مواجهة الولايات المتحدة التي خرجت بزهو انتصار كاسح في الحرب العالميه الثانيه و احتكار القوه النوويه استمر حتى نهاية الخمسينات. كانت الصين الحليف الرئيسي لقوات كوريا الشماليه. في البدايه ألحقت امريكا هزائم ساحقة بالقوات الكوريه-الصينيه المشتركه. لكن ما لبثت الصين ان انتزعت زمام المبادرة و استطاعت مواجهة القوه الأمريكيه بالرغم من فقر الصين التكنولوجي الشديد وقتها و بالرغم من نظريه امريكا للصينين انهم اقل منهم بكثير. مصدر ١.
نتج عن ذلك و خلال ١٥ عاما ان طبعت الولايات المتحدة علاقتها مع العملاق الصيني مستغلة الخلاف الحدودي و العقائدي بينها و بين الاتحاد السوفيتي. و ادى ذلك لاحقا و في ظرف ٢٠ عاما أخرى ان أصبحت الصين قوه ناشئه اقتصاديه ثم عملاقا اقتصاديا. كل ذلك بدأ بأن اثبتت الصين انها قوه لا يستهان بها في ساحات الحرب الكوريه.
انفقت الولايات المتحدة ١/٢ تريليون دولار على الحرب الكوريه.
منذ ١٩٩٠ يتكرر ذات السيناريو في الشرق الأوسط. ظنت الولايات المتحده انها ستخرج من حرب الخليج و سقوط الاتحاد السوفيتي انها القوه الوحيدة في العالم و الشرق الأوسط بالذات. هناك ٣ قوى في المنطقه استطاعت إثبات انها تستطيع هزيمه الولايات المتحده او على الأقل ان تدافع عن مجال نفوذها في الإقليم:
١- حركة طالبان و قوى المقاومه المسلحه الاسلاميه في العراق.
٢- إيران: بالرغم من العقوبات عليها يتمدد نفوذ إيران في المنطقه و استطاعت إظهار قوى تكنولوجيه في مجال الطاقه الذرية و الصواريخ
٣- تركيا: اثبتت انها تستطيع فرض ارادتها في ساحات القتال في سوريا و ليبيا و التقدم اقتصاديا أيضا.
في ظرف العقود القادمه ستتعامل الولايات المتحدة مع هذه القوى الثلاثه ذات تعاملها مع الصين و هو البدء في عملية تطبيع للعلاقات بل و تحالف اقتصادي قوي.
العالم لا يعترف بالاستجداء. و المتسول له مكانه في العالم و هو ان يتسول.
المصادر:
————
١- كتاب هنري كيسنجر. On China. عن الصين.