اختفاء خاشقجي و قتل ريجيني في ذات السياق
اختفاء خاشقجي و قتل ريجيني في ذات السياق
و لماذا سيكون الرد التركي محدودا مثل الايطالي.
١- يقول البعض لماذا خاشقجي و هو معارض من نوع غير متطرف فهو ما زال يقول “سيدي ولي العهد”. و الحقيقه ان المعارض من نوع جمال خاشقجي هو اكثر تهديدا من المتطرف الاسلامي او الجهادي او الاخواني. و السبب ان تلك انظمه لا يهمها الرأي العام الداخلي. و جمال له صلات دوليه واسعه و يمكن ان يكون بديل محترم امام الغرب و هو الحاكم الحقيقي.
و لذلك التخلص من المعتدل اهم من التخلص من الجهادي او المتطرف.
و التخلص من أمثال أيمن نور اهم كثيرا من التخلص من قيادات الاخوان.
٢- البعض يقول و لماذا لا يغتالوه في الشارع بحادث سياره متعمد مثلا. او بإلقائه من نافذه مرتفعه. و هذا سؤال مهم. و هو يدلنا ان الأمور ربما تطورت مثل ريجيني في مصر. فلماذا تقتل اجهزه الأمن المصري طالب إيطالي؟ مع ان مصر تحتاج إيطاليا في استثمارات الغاز؟ و تحقيقات ريجيني دلت ان الأمور بدأت بتحقيق بغرض انتزاع اعترافات تحت التعذيب و لكنها وصلت للقتل بسبب ان من يقوم بالتحقيق عبد المأمور و هو يأمن العقاب بالضبط كما يظن سيده انه طالما تحت حمايه اسرائيل و ترامب فيستطيع ان يفعل كما يشاء. و ربما تم استدراج خاشقجي لإرهابه تحت التحقيق في القنصليه و حثه ان يهدي الأمور و الا. ثم تطورت “و الا” بمرور الوقت و مع تمسكه بقراره و عناده.
٣- و اخيرا يقول البعض لماذا تركيا و ليس بلد اخرى. و الاجابه ان محمد بن سلمان لا يجرؤ ان يفعلها في امريكا حيث يقيم جمال و لا في بريطانيا حيث يقيم كثير من معارضيه. و لكن تركيا تحت تهديد ترامب فرصه لا تعوض. و لو عاد جمال لامريكا فربما لن يطأ تركيا مره اخرى في القريب. و محمد بن سلمان لديه ضوء اخضر من ترامب لفعل ما يريد طالما يدفع مقابل الحمايه. و من يعلم ربما يذهب ترامب قريبا. ربما. و لذا فالافضل الإسراع و التعجيل.
محمد بن سلمان و السيسي و محمد بن زايد لديهم ضوء اخضر لاغتيال المعارضين و دون حساب. هذا هو العالم الذي نعيش فيه الان عندما تعلي امريكا حسابات المال فوق كل شيئ.
٤- اخيرا فتركيا ما زالت و ياللعجب حريصه على علاقه مع ال سعود. فالأتراك رغم كل الظروف و رغم انهم يعلمون تماما ضلوع السعوديه و الإمارات في انقلاب ٢٠١٦ في تركيا و انقلاب ٢٠١٣ في مصر كما ألمحوا هم أنفسهم بل و دخول تركيا لانقاذ قطر من هجوم السعوديه عليها (مصدر ١)، فالأتراك ما زالوا يحتفظون بشعره معاويه مع السعوديه و يترددون في حاله عداء كامل معها. و لذلك لا نستغرب اذا لم تواجه تركيا موضوع قتل خاشقجي بالقوه التي يريدها البعض. تركيا ليست مستعده لقطع العلاقات مع السعوديه فهي تريد ابقاء الأصدقاء قريبين و الأعداء اكثر قربا في هذا العالم المضطرب الذي نعيشه و القوم في الرياض و ابي ظبي و تل ابيب اثبتوا انهم يعيشون جنون القوه و نشوه الانتصار.
المصادر:
————
١- تصريحات تركيا عن ضلوع السعوديه في انقلابات المنطقه
https://m.yenisafak.com/en/world/saudiuae-coup-attempt-in-qatar-foiled-by-turkey-2911348