٣ أمور حدثت خلال ٢٠١٨ و بها يتم الإعلان واقعيا عن نهايه الثوره السوريه:
١- دخول النظام مدعوما من روسيا و ايران الغوطه الشرقيه و بذلك يسيطر النظام على حلب و حُمُّص و حماه و دمشق بشكل كامل وصولا للحدود مع الاردن و اسرائيل.
و بالتالي اصبح النظام السوري قابل للحياه فتحت سيطرته كل المراكز التجاريه السوريه و معظم ناتجها القومي و ساحل البحر المتوسط الضروري لروسيا و الحدود مع الاردن الضروريه للتجاره و الحدود مع اسرائيل الضروريه للمساومات الدوليه. و هو في كل تلك المناطق دون تهديد يذكر.
٢- دخول القوات الكرديه الرقه مدعومه من الولايات المتحده و بالتالي أحكمت الولايات المتحده سيطرتها على كل سوريا شرق نهر الفرات.
و بالتالي أعطت امريكا لحلفائها الأكراد منطقه واسعه تمتد من الفرات في سوريا حتى شمال الموصل في العراق. كذلك أمنت الولايات المتحده النظام العراقي الفيدرالي من اي تهديد من الثوره السوريه.
و هي ان كانت مناطق واسعه الا انها غير قابله للتحول لدوله فاعله مستقله لانها دون موانئ خاصه بها و دون ساحل على البحر المتوسط و تفتقد القدره على التجاره الا مع اما بقيه العراق او بقيه سوريا او مع تركيا و بالتالي فهي غير قابله للحياه بمفردها.
٣- دخول القوات التركيه لمنبج و احتلال جيب في شمال غرب سوريا.
و امتداد الجيب التركي في سوريا هي منطقه أدلب و هي الوحيده الان التابعه للثوار السوريين. و أدلب الان بشكل او اخر تابعه للجيب التركي و تنهار بزواله.
و هو يعني ان تركيا ضربت اسفين يفصل بين اي كيان كردي و البحر المتوسط و هو ما يمنع قيام دوله كرديه حقيقيه. و الاسفين ليس فقط المنطقه الزرقاء الواقعه تحت السيطره الكرديه و لكن ايضا جيب أدلب الذي يصل في عمق سوريا حتى أبواب حلب و يضم مهاجرين و مشردين و قادر على تهديد حلب في اي وقت.
اذا نحن امام نهايه التسويات و هي نهايه توقعناها في جوده بالتفاصيل حتى. فكتبنا في ديسمبر ٢٠١٦ (يعني منذ سنتين) في مصدر ١ ان الفرات سيكون الخط الفاصل بين امريكا و روسيا. و الامر ليس ضربا بالغيب فعندما تنسق القوى الكبرى عملياتها بشكل واضح يجب ان نعلم ان هذا التنسيق له ما بعده.
نحن الان امام فصل جديد في سوريا. ما هو اذا؟
١- روسيا تريد الانسحاب من الحرب السوريه باعتراف عالمي بنهايه تلك الحرب و اعتراف أمريكي بقاعده طرطوس و بتواجد روسي غرب الفرات. فالحرب السوريه مكلفه جدا لروسيا الضعيفه اقتصاديا.
اذا تريد روسيا اتفاق سلام ينهي الحرب السوريه باعتراف أمريكي بنصر روسي.
٢- ايران غير معنيه باتفاق سلام روسي أمريكي. انفاق ايران على الحرب السوريه ضئيل و تضحياتها البشريه فيها قليله بالنسبه لدوله بحجم ايران. و سوريا موقع شديد الاهميه لن تتنازل عنه ايران بسهوله و هي لا تثق في امريكا أساسا في الاتفاق النووي. لذلك نرى في وسائل الاعلام الروسيه امنيات ان ايران ايضا ستترك سوريا بعد اتفاق سلام و هذه مخدرات ايرانيه لروسيا. مصدر ٢.
٣- تركيا لديها خطوط حمراء هي الوضع الكردي و اثبتت انها ستحارب بل ستسقط طائرات روسيه ايضا اذا شعرت بالخطر. و الامر الكردي لتركيا هو مسأله بقاء الدوله أساسا. Existential threat. و لن يختلف الامر حتى لو سقطت حكومه اردوغان و أتت اي حكومه شديده العلمانيه.
٤- الولايات المتحده غير معنيه بإعطاء روسيا ما تريده في سوريا. الا اذا واكب ذلك تنازلات في أوكرانيا او جورجيا. ممكن ان يريد ترامب ذاته إعطاء روسيا تنازلات في سوريا و ربما هذا ما قاله لبوتين في لقائهما في هلسنكي و لكن اجهزه الحكم الامريكيه ستوقف ذلك. فتكلفه الحرب السوريه لامريكا قليله جدا. و اولويه الأجهزه الامريكيه هي الانسحاب من أفغانستان التي لا يوجد أمل في النصر فيها و لا يوجد عائد استراتيجي منها و من هنا تأتي مفاوضات امريكا الحاليّه مع حركه طالبان. مصدر ٣.
كما ان امريكا تريد ان ترى كيف ستنتهي الأمور مع ايران في الاتفاق النووي قبل التوصل لمساومات حول سوريا.
٥- دول الخليج (السعوديه – الإمارات – اسرائيل) سحبت منذ ٢٠١٣ تأييدها للثوره السوريه خوفا من وصول الاخوان للحكم و حدوث تواصل اسلامي بين تركيا و سوريا و مصر و ليبيا و تونس يقضي على سيطره الخليج على الشرق الاوسط.
و اصبح ذلك اهم لها من مواجهه الخطر الإيراني في سوريا حيث قررت تلك الدول التنازل عن سوريا في مقابل المواجهه (الفاشله) في اليمن.
و بالتالي نتوقع هدوءا ملحوظا يستمر حتى نهايه العام في سوريا انتظارا لتطورات الانتخابات الامريكيه و منها ماذا سيحدث في الاتفاق النووي الإيراني. فالأمور الان في يد الكبار فقط.
المصادر:
١- توقعات جوده عن سوريا
https://jawdablog.org/2016/12/19/syria_iraq_division_map/
٢- امنيات روسيا في انسحاب إيراني
https://sputniknews.com/middleeast/201808041066951685-iran-syria-stabilization/
٣- مفاوضات امريكا الحاليّه مع طالبان
https://www.vox.com/2018/8/3/17629856/afghanistan-taliban-us-talks
Categories: الدول العربية, الدروس و الأمثال من جميع أنحاء العالم
Leave a Reply