!البلطجه كسياسه بين مصر و السعوديه
البلطجه كسياسه بين مصر و السعوديه!
العبره من الاْردن عام ١٩٨٩ و ماذا وراء ١١-١١!
دراسات استراتيجيه
في اغسطس ٢٠١٥ كتبنا ان السيسي يتعامل مع الغرب و الخليج و بالذات السعوديه باستخدام البلطجه كاستراتيجية أساسيه. مصدر ١.
كتبنا بالنص منذ اكثر من عام التالي:
“اخيرا توصلنا لفهم نظريه نظام السيسي الاستراتيجيه و هي تطوير لمفهوم البلطجه لتصبح مصر الدوله البلطجيه الاولي في التاريخ. تعريف البلطجه هنا مهم فالبلطجي هو:
١- لا توجد لديه قيم
٢- يرهب الناس بما فيهم من يشغلونه بتهديدهم باستمرار
٣- يعمل ذلك من اجل المال
٤- ينفق الأموال التي يتحصل عليها فيما لا يفيد
و كان يجب علينا ان نفهم هذه السياسه جيدا منذ تسريب تسجيلات السيسي مع مدير مكتبه و هما يتحادثان ان دول الخليج لديها فلوس زي الرز و ان العلاقه معهم يجب ان تكون هات و خد. لاحظ ان هات و خد هنا ليس معناها استثمارات او مشاريع او غيره. معناها فقط الرز.
تعالوا نطبق تعريفات البلطجه لتفسير سياسات السيسي:
١- تهديد السعوديه في الاعلام المصري و تهديد سلمان شخصيا بل و التهديد بالتقارب مع ايران هي بلطجه للحصول علي مزيد من الرز.
٢- الأحكام علي الاخوان و علي التيارات الليبرالية حتي هي ايضا بلطجه ضد الغرب للحصول علي تنازلات و معونات غربيه. فمثلا اذا كانت امريكا تريد انتخابات مجلس شعب في مصر فعليها ان تورد طائرات اف ١٦ و اذا كان الافراج عن محمد سلطان يهمها إذن عليها ان تورد الاباتشي. و هكذا.
إذن يتعامل السيسي مع العالم علي ان الشعب المصري رهينه في يده و يبتز العالم من اجل تحسين شروط معيشه الرهينه.
٣- التدخل في اليمن لمساعده السعوديه بفلوس. بدون رز لا مساعده.
٤- اذا كانت امريكا تريد تحالف سني في المنطقه يضم مصر و تركيا و السعوديه فعلي امريكا ان تشخلل جيوبها.
٥- استخدام العنف المفرط في سيناء و في وادي النيل هدفه إظهار العين الحمرا لكل من يفكر داخليا في تحدي البلطجي. فالبلطجي مستعد لهدم المساجد و هدم القبور و ضرب الاطفال و النساء. بالعكس يريد البلطجي دوما ان يضرب النساء و الاطفال حتي يعرف الجميع انه لا يخاف.
٦- و ذات الشيئ في التعامل مع المنظمات اليهوديه العالميه. فالبلطجي مستعد للتعاون و التعامل مع تاجر المخدرات و تاجر السلاح علي ناصيه الشارع و اللذان لا يحبهما احد. و الهدف واضح. اولا تخويف الجميع. و ثانيا التعاون من اجل الرز.
إذن طور نظام السيسي البلطجه من سياسه قمع داخليه لتصبح استراتيجيه كامله لدوله كانت محترمه و بحجم مصر.”
و ها نحن الان نرى بالضبط ما كتبناه.
١- فالسيسي يتعامل مع الغرب بمبدأ التهديد انه اما هو او يطلق الاف المهاجرين المصريين في القوارب.
٢- و يتعامل مع السعوديه بالبلطجة ايضا. فهو ياخد منها فلوس ثم يمشي مع روسيا و سوريا و يصوت ضدها في مجلس الامن.
٣- و السعوديه في مأزق. فكما كتبنا في السابق (مصدر ٢) تتوالى عليها الضربات فهي تخسر في سوريا و اليمن و تتركها امريكا في قانون جاستا الجديد. و هو ما فعلته السعوديه بيدها فهي تخلصت من اكبر و اهم حكم ديمقراطي في مصر كان سيكون سندا كبيرا لها و وضعت محله بلطجي. و بالتالي لا ترد السعوديه الا بان يقدم أياد مدني استقالته حتي تسكت السيسي.
و لكننا كتبنا في ٢٠١٥ التالي:
“سيأتي وقت يري فيه من يشغلونه في الخليج و غيرها انهم ما عادوا يطيقون بالبلطجة صبرا.
العجيب في الامر و المثير للتقيؤ الحقيقه ان بعض الشعب المصري يري في البلطجه شطاره. نرجو من هؤلاء ان يمتنعوا عن التعليق لان من لا قيم له لا قيام له.”
و ال سعود نابهم ازرق. و لا يتحركون في العلن. فردهم علي السيسي لن يكون علنا بل سيكون خفيا. فهم يقطعون البترول و يتحججون و يتباطئون. و لا نستبعد ان يشدوا ودن السيسي في ١١-١١. فهم بالطبع لا يريدون ان تقوم ثوره جديده في مصر تأتي بحكم ديمقراطي يسبب لهم حساسيه كبيره خوفا ان ينتقل لهم. و لكنهم لا يمانعون ان يروا السيسي ضعيفا محتاجا لهم مره اخرى و مجروحا في أعز ما يملك و هو تبجحه بقدرته علي السيطره علي المصريين. و هي القدره التي يتبجح بها الان بعد ان مرر قرارات اقتصاديه صعبه دون ان يفتح احد فمه.
في عام ١٩٨٩ و عندما تقارب الاْردن مع صدام حسين، اندلعت في المدن الاردنيه و بالذات القريبه من السعوديه مظاهرات ضخمه ضد الإجراءات التقشفية التي طبقتها الاْردن بعد اتفاقها مع صندوق النقد الدولي. و قال البعض ان هذه المظاهرات بالذات في المدن ذات الامتداد القبلي مع السعوديه، ليست بعيده عن أيادي ال سعود تريد إفهام الملك حسين وقتها الا يتقارب اكثر مع صدام حسين. و برغم قدره السعوديه وقتها ان تدفع و تعوض الاْردن بالا تحتاج لصندوق النقد الدولي اختارت السعوديه ان تترك حسين لمصيره قليلا حتى استدار و عاد بعد حرب الخليج. و السعوديه في الاْردن كما في مصر، قطعا لا تريد اسقاط المملكه الهاشميه و لكن لا تمانع في شد الودن. و بعض من هذا ربما يحدث الان. سنرى.
المصادر:
——-
١- البلطجه كاستراتيجية دوله:
https://jawdablog.org/2015/08/04/البلطجه-كاستراتيجية-دوله-حديث-في-الا/
https://jawdablog.org/2015/08/08/thug_strategy/
٢- مظاهرات الاْردن ضد اجراءات صندوق النقد الدولي: