التحول من الفهلوه الي البلطجه… عيوب الشخصيه المصريه … و لماذا نتوقع عوده ظاهره الفتوات
نرصد في هذه السلسله عيوب الشخصيه المصريه التي تعوقها عن التقدم (مصدر ١). احد اهم مقومات الشخصيه المصريه هي “الفهلوه” و هو الاعتقاد ان هناك طريق سهل و سريع لن يعرفه الا المصري للوصول الي النجاح. و هو الحقيقه اعتقاد مدمر في أشكال عديده لانه يقود لإحباطات شديده. فالمصري ليس أذكي شعوب الارض. و الطفل المصري ليس أذكي أطفال الارض (مصدر ٢). كذلك فانه لا توجد طرق سهله للنجاح الا في مصر عن طريق الغش و الواسطه و المحسوبيه و خداع الآخرين. بينما في العالم الرحب يوجد العمل الجاد من اجل تحقيق النجاح.
لذا عندما يهاجر بعض المصريين و يكتشفون انه لا طريق الا العمل الجاد و ان الفهلوه لا مكان لها، فبعضهم يتغير و بعضهم يعود من حيث اتي.
اما في داخل مصر فان الفهلوه تتحول الان الي البلطجه. لانه اما و انه لا وسيله امام كثيرين للواسطه و المحسوبيه و مع شيوع استخدام العنف، اصبح من الصعب استخدام الفهلوه العاديه. بل يجب اللجوء الي البلطجه و التهديد. فمثلا من يحاول خداع الاخر فطبيعي الان ان الاخر سيكتشف عاجلا او اجلا و يلجأ للعنف لاستخلاص حقه. لذا لابد من ان يصحب الفهلوه البلطجه. و مما يسهل ذلك هو عدم تدخل الشرطه في اي جريمه الا جرائم القتل (حتي السرقه مع الاكراه لا تتدخل فيها الشرطه الان).
لذا اصبحت البلطجه اُسلوب حياه في مصر و ارتفعت معدلات الجرائم بشكل كبير مؤخراً (مصدر ٣). و منا زاد من ذلك ان المجلس العسكري و النظام ذاته بما فيه السيسي اعتمد علي البلطجه لفض المظاهرات (مصدر ٤) في ظاهره اطلق عليها ظاهره المواطنين الشرفاء! لا نعلم اي مواطن شريف ينزل من بيته كي يعتدي علي مواطن اخر و يتشاجر معه كما طالب طنطاوي و مجلسه العسكري و السيسي عضوا فيه، بذلك (مصدر ٤).
كذلك فان الاحباط الناتج عن عدم القدره علي استعمال الفهلوه لا بد ان يودي لتنامي العنف.
و اذا كانت الدوله ذاتها تلجأ للاخفاء القسري للأشخاص كما تفعل مصر (مصدر ٥) و يلجأ السيسي للبلطجه كمنظومه استراتيجيه (مصدر ٦)،
و في الدول مثل جنوب إيطاليا و دول امريكا الجنوبيه التي حدث فيها ذات الامر، لجأ المواطنون لتشكيلات شبه عصابيه توفر لهم الحمايه و الأمان و قد كانت هذه مثلا بدايه المافيا في جنوب إيطاليا (مصدر ٧). حيث يظهر زعيم العصابه الطيب الذي يحصل إتاوات من المواطنين في الحي مقابل توفير الامن لهم. و هي ظاهره عرفتها مصر في الماضي (الفتوات) و نتوقع لها ان تعود بقوه (مصدر ٨).
و بالطبع هذه ليست وصفه لأي مجتمع ان يستقر و يتقدم.
المصادر:
——–
١- الحلقات السابقه من عيوب الشخصيه المصريه:
jawdablog.org/category/مواضيع-أخرى/الأمراض-السائده-في-الشخصيه-المصريه/
٢- اسطوره ان الطفل المصري أذكي أطفال العالم:
https://jawdablog.org/2014/09/28/egypt_taboo_15/
٣- ارتفاع معدلات الجرائم في مصر:
http://egyptianstreets.com/2014/04/11/murder-rate-in-egypt-spikes-since-revolution/
٤- طنطاوي يطالب المواطنين الشرفاء بحمايه الجيش و فض المظاهرات. و المواطنون الشرفاء يقتلون المتظاهرين!
almesryoon.com/دفتر-أحوال-الوطن/732141-دولة-«المواطنين-الشرفاء»-العباسية-2012-نقطة-الانطلاق
٥- ظاهره الاخفاء القسري في مصر:
https://www.hrw.org/news/2015/07/20/egypt-dozens-detained-secretly
٦- البلطجه كنظريه استراتيجيه للسيسي:
https://jawdablog.org/2015/09/01/aguide_to_understand_the_mess_in_the_region/
٧- بدايات المافيا في جنوب إيطاليا:
http://www.history.com/topics/origins-of-the-mafia
٨- ظاهره الفتوات في مصر: