حيره السيسي في إعدام مرسي
هناك ٣ عوامل تؤثر في تفكير السيسي حول إعدام مرسي:
١- رأي القوي الغربيه و العربيه الداعمه للانقلاب. و هو بدون شك يقوم الان باستطلاع رأيهم. و الرأي الاهم بالطبع هو للامارات و السعوديه (علي الأقل الشخصيات داخل النظام السعودي الداعمه له) و القوي اليمينيه في امريكا الداعمه له. و ما يهمه هنا هو هل ستستغل الحكومات الغربيه و السعوديه الإعدام للتنديد به و استخدام ذلك كورقه للضغط عليه و المساومه. و هذه الحكومات بالطبع قادره ان تحيل حياته لجحيم ان ارادت.
٢- هل سيتفجر الوضع الداخلي ام يودي إعدام مرسي للقضاء علي المقاومه و انهيار معنوياتها و حججها و شرعيتها.
٣- السابقه. لم يتم إعدام اي حاكم مصري سابق في العصر الحديث منذ وصول محمد علي للسلطه. لم يعدم ناصر فاروق و لا محمد نجيب. و لم يعدم توفيق احمد عرابي. و هكذا.
و الحقيقه ان نفس الحيره واجهت الملكه إليزابيث الاولي التي ارادت إعدام الملكه ماري ملكه الاسكوتلنديين حتي تحرمها من وراثه عرش إنجلترا في القرن ١٦. و لكن الملكه إليزابيث ترددت كثيرا لانها خافت من سابقه إعدام ملكه و خافت من انتقام ابنها جيمس. لدرجه ان إليزابيث في ترددها و خوفها ذهبت لباوليت وصيفه الملكه ماري و طلبت منها ان تجد وسيله لتقصير عمر ماري دون إعدام. و كان رد باوليت ان ضميرها لا يسمح لها بفعل ذلك.
اضطرت إليزابيث الاولي لتوقيع الحكم بإعدام ماري الذي تم تنفيذه في صباح ٧ فبراير ١٥٨٧.
العجيب انه عندما وصلت الأخبار لاليزابيث بإعدام ماري تنصلت من الامر و اتهمت البلاط انه لم ينفذ اوامرها. و تم القبض علي وزير بلادها بتهمه التصرف دون امر. و بالطبع أفرج عنه بعد ١٩ شهر.
ما زال الرأي العام الإسكتلندي ينظر للملكه ماري بتقدير بالذات في شجاعتها عند مقابله الموت.
بعد حوالي ٧٠ عاما، قام الإنجليز بإعدام الملك تشارلز الاول في ٣٠ يناير ١٦٤٩ في قمه احداث الحرب الآهليه الانجليزيه. و تم اتهامه بالخيانه العظمي امام جمع من الإنجليز الذين غمروا مناديلهم في دماء تشارلز للتشفي فيه. ألغيت الملكيه في بريطانيا و تحولت بريطانيا للجمهوريه البرلمانيه التي تبعها حكم كرومويل و الحرب الآهليه البريطانيه الثالثه. بعد وفاه كرومويل في ١٦٥٨ عادت الملكيه البرلمانيه لبريطانيا و خطت بريطانيا خطوه هامه في طريق الديمقراطيه كما نعرفها اليوم.
تحليلنا للأحداث:
————–
العامل الاول هو اهم العوامل بالنسبه للسيسي. العامل الثاني لا يهمه لانه يعتقد بسيطرته علي الأمور. و العامل الثالث يحتاج تفكير لا يملكه السيسي. و في اعتقادنا سيكون رأي السعوديين هو العامل المرجح. في الأغلب سيمتعض السعوديون من تنفيذ احكام إعدام في الرئيس. بينما سيري الاسرائليون الإسراع في التنفيذ.
نرحب بالنقاش.