التاريخ بدأ يوم أمس … رأي جوده
نعجب كثيرا ممن يتداولون صوره بنات احد ضحايا سيناء من الجيش و هم حزاني علي والدهم، و في ذات الوقت استمروا طوال سنتين يتنادون “اقتل يا سيسي و أفرم يا سيسي”. و متناسين ان هناك الاف العائلات مثلهم فقدت الوالد و الوالده. و عشرات الآلاف ممن لهم معتقل لا يعلمون عنه شيئا. ناسين تدمير رفح و اهانه اهلها (الصور المرفقه) كأنما ليسوا بشر. و كأنه لم يمت فقط منذ ايام الكثيرين ، و منهم أطفال، علي يد الشرطه المصريه في وسط البلد و المطريه و غيرها! و كأن البشر فقط هم الساده الذين يعيشون في منتجعات التجمع الخامس و التجمع السادس و التجمع الأخير!
كأنما يجب علي الجميع ان ينسوا التاريخ كله و ان يبدأ التاريخ من النقطه التي يفضلها فصيل بعينه و هي بالضبط تقع يوم أمس.
و الاسوء ان التاريخ ايضا يبدأ بالامس و ينتهي ايضا بالامس. فذات الناس يتنادون بالثأر و “تدمير كل سيناء” و “قتل كل من فيها”. و اذا لم تصدق ذلك عليك فقط بالاطلاع علي جريده المصرى اليوم (الصوره المرفقه).
إذن يجب علينا جميعا ان نتحلي بذاكره تفصيل تستمر لمده ٢٤ ساعه و تحرق نفسها قبل و بعد ذلك.
ان موقفنا في جوده هو موقف كل الأديان و هي ان “كل الدم حرام”. مصري او غير مصري. مسلم ام مسيحي. ان الله قد حرم النفس.
و نحن نحمل الجيش المصري المسئوليه الأكبر ببساطه لانه الجهه التي تمتلك قوه نيرانيه كبيره و لان سلاحها قد دفع ثمنه هذا الشعب و نحن منه.و لانه ببساطه المفترض انه جهه مسئوله و ليس ميليشيا في حرب اهليه.
لذا فان يخرج رئيس دوله ليدعو مواطنيه للثأر فهذه دعوه للحرب الآهليه و ان نترك جميعا قواعد القانون. و هذا يعني منعطف جديد و حاد في الازمه المصريه المستمره منذ يونيو ٢٠١٣. و هو منعطف يعني انهيار الدوله المصريه و تحول رئيسها الي زعيم عصابه. و بالطبع سيقوم الطرف الاخر بالتصعيد العسكري ايضا. ان الدم لا يجلب الا دما. و اسئلوا في ذلك أهل لبنان.
لذا فان التاريخ الذي يراد له ان يبدأ يوم أمس هو بالفعل يأخذ منعطفا خطيرا للغايه يوم أمس.
و هذا تحذير جديد. اللهم بلغنا. اللهم فاشهد
.