!عام علي جودة … قصتنا
في عام ٢٠١٠ بكينا عندما تحررت تونس و شاهدنا ذلك الرجل التونسي يسير في شارع بورقيبه و يقول: “بن علي هرب. بن علي هرب. تونس حرة”
بكينا بحرقه. تمنينا ان نري مصر حرة. كل أملنا ان تكون مصر مثل بقيه العالم: حرة، متقدمة، عزيزة، ابية! نريد ان نري مصر دون محسوبية! هل هذا صعب؟ دون واسطة؟ هل هذا حرام؟ دون قهر؟ هل هذا ممنوع؟
ثم اتي يناير ٢٠١١. قرر الشعب المصري ان يمسك زمام قراره. و يصنع ثورة وقف العالم أمامها مذهولا. أهمل العالم الشعب المصري. انه شعب لا يثور. لا يتحرك. جثه هامدة. سمعنا هذا الكلام باذننا و كان يقتلنا كمدا.
وقفنا في طوابير الانتخاب مره و اثنتان و ثلاث و اربع. لا يهم من انتخبنا. بل اخيرا شعرنا بالزهو ان مصر حرة. و ان الامريكي و الكندي و البرازيلي و الهندي و الاسرائيلي و الفرنسي اخيرا ليسوا أفضل منا. و كان قرارنا اننا سنقف مع اختيار صندوق الانتخاب. و اننا سنصبح دولة ديمقراطية تحترم المواطن و تحترم القانون.
و هذا ليس فقط لتنمية شعور بالانتصار. بل لإيماننا ان مصر تحتاج ان يكون بها قواعد و ان أولي القواعد هي تداول السلطه سلميا. و بدونها فلا احترام لأي قانون. و حتي القاتل سينجو من فعلته. و للاسف اثبتت الأيام صدق حدسنا فالقاتل لا يحاسب لان أباه مقرب من السلطه! و اذا استمر الانقلاب اكثر ستزيد الأمور سوءا.
ثم وقعت الواقعة في ٢٠١٣. و كنا غاضبين. و يعلم الله اننا مثل معظم شباب مصر: بدون انتماء سياسي محدد. كل ما نطلبه هو عدالة و عزة! و كأن هذا حرام.
كنا نتحادث بالساعات في نهايات ٢٠١٣. و قررنا اننا سنفعل شيئا و لن نتوقف فقط عند الغضب. و ان لدينا واجباً تجاه هذا الشعب. و اننا لن نلقي المسئولية علي احد و لن نتهم احد. بل سنتحملها طوعا مهما عظمت التضحيات.
و هكذا أنشأنا جودة. و جمعنا حولنا من نعتبرهم بعضا من افضل العقول التي انجبتها مصر في مجالات الاقتصاد و التاريخ و الهندسه و العلوم السياسية و غيرها. و هم أناس لا يظهرون في الاعلام و لن يظهروا.
و مهمتنا هي تحرير العقول. تحريرها من الاساطير التي تبثها المخابرات. تحريرها من اعلام كاذب مدمر. فكل ما نكتبه بمصادر كأنه بحث علمي. و هذا عن قصد. لان كل ما نطمع فيه ان يشغل القارئ عقله! لان العقل له استخدام غير انه وزن فوق الكتف تلعب به قوي الأجرام و الشر.
و في خلال عام وربع نما عدد مشتركي جودة حتي اصبح الحمد لله يقترب من ١٢٠ الف.
ان تعليقات القراء (مثل تلك التي في الصور – و أن كنا لا نريد مشاكل عائليه بسببنا!) هي التي تدفعنا للاستمرار و التوسع. و قد أطلقنا مؤخراً موقعنا الخاص و جمعنا به كل السلاسل السابقه: http://jawdablog.org
و نستعد الان لإطلاق أفكار جديده.
ما بدأ تجربه من مجموعه شباب غاضب اصبح مسئوليه كبيره. و الشكر هو للقراء و الحمد هو لله.
و انا ان شاء الله لمنتصرون. لقد اقترب الصبح. أليس الصبح بقريب.
فريق جوده.
